المرأة والمشعوذ

١٦ أكتوبر ٢٠٢٥
Sen

في ليلة من الليالي، وبينما كنت مضطجعًا على فراشي بعد يومٍ طويلٍ من التعب والجهد، وصلتني رسالة عبر تطبيق “سناب شات”.

كانت الرسالة تحمل في طيّاتها كلمات الشكوى والتعب، تطلب فيها صاحبتها استشارتي في أمرٍ أثقل كاهلها.


لم أستطع أن أتابع معها الكتابة طويلاً، فقلت لها:

اتصلي بي، فليس الاستماع كالكتابة.


وإذا بي أسمع صوت امرأةٍ متزوجة، شاعرة ومعلمة في الوقت نفسه، قالت لي:

يا شيخ، هل يسمح وقتك أن أطرح مشكلتي؟


فقلت لها بصدرٍ رحب: تفضّلي.


قالت:


أنا شاعرة، وكان لي صفحة في تطبيق (تويتر)، ولدينا مجموعة نكتب فيها الشعر والخواطر.

حصل بيني وبين أحد الرجال خلاف، فظلمني ظلمًا كبيرًا، فدعوت عليه دعوة من قلبي.

وبعد فترة قصيرة، أصيب بحادث وتوفي.


ثم قالت:


لم تكن المصيبة في موته، ولكن فيما جرى بعد ذلك…


بعد مدةٍ وجيزة، دخل عليّ رجل في الخاص، يستلطف الحديث، ويثني عليّ، ويتحدث عن موقفي وما تعرضت له من ظلم، ويُكثر الكلام.

لم أهتم له في البداية، لكنه بدأ يرسل أكثر، ولا أدري كيف حصل على رقمي فاتصل بي.


ثم سكتت قليلًا وقالت:


يا شيخ، الأمر الجلل الذي سأذكره الآن هو أن هذا الرجل تمتم بكلامٍ غريب لم أفهمه، ثم أنهى الاتصال.

وبعدها بدأ يتواصل معي بين الحين والآخر، وكنت أشعر بشيءٍ غير طبيعي.


كان هدفه – كما تبيّن لاحقًا – ماديًا ودنيويًا خبيثًا.

بدأ يطلب المال بحجة حاجته، فدفعت له أولًا عشرين ألف ريال، ثم ثلاثين ألفًا، حتى وصلت إلى مرحلةٍ أخذت فيها قرضين بنكيين فقط لأرضيه!


تقول:


كنت أشعر أن عقلي مغيّب، لا أستطيع رفض طلبه وكأنني مسلوبة الإرادة.


فسألتها: لماذا لم تقطعي الاتصال وتبلغي عنه؟

فقالت:


والله يا شيخ، إنه يعرف عني كل شيء حتى عنوان بيتي!


وقالت:


لم أصل إلى أكبر ما حدث، ولكن الله سلّمني.

طلب مني أن أراه في منطقته البعيدة – تبعد عني ألف كيلومتر – وأصريت أن أحضر ومعي ابني فقط.

وبالفعل، حجزت التذاكر وسافرت.


وحين رأيته في المكان العام، تقول:


بكيت وانهرت، فقد كان شكله قبيحًا وهندامه متسخًا، فشعرت بالندم الشديد وعدت إلى مدينتي مباشرة.


بعدها، تم التواصل معي وتمت رقيتها شرعًا عبر الجوال في عدة جلسات،

وتم تغيير رقمها وحذف حساباتها، كما تم الإبلاغ عنه عبر منصة “كلنا أمن”.


واليوم – بفضل الله – استقرت حياتها، وعادت لزوجها وأولادها،

وأصبحت سيدة أعمال ناجحة تملك شغفًا وهمّة عالية.

وقتك يسمح أن أطرح لك مشكلتي؟”

الحمد لله الذي لطف بها وحماها من شرّ هذا المشعوذ.


✍️ من قصص الراقي المناعي.